لماذا يُعتبر استخدام الأدوية أثناء الحمل مسألة حساسة؟

الجنين خلال فترة الحمل يكون في طور النمو والتكوّن، وخاصةً في الأسابيع الأولى التي تشهد تكون الأعضاء الحيوية مثل القلب، الدماغ، والكلى. بعض الأدوية يمكن أن تعبر المشيمة وتصل إلى الجنين، مما يؤدي إلى:

• تشوهات خلقية.
• مشاكل في النمو العقلي أو البدني.
• الإجهاض أو الولادة المبكرة.
• تأثيرات على الكلى أو الكبد أو القلب لدى الجنين.

كيف تصنّف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الأدوية من حيث سلامتها أثناء الحمل؟

تقوم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بتصنيف الأدوية إلى خمس فئات (A، B، C، D، X) حسب درجة خطورتها على الجنين:

• الفئة A: آمنة تمامًا، ولا تسبب ضررًا.
• الفئة B: آمنة نسبيًا، لا توجد أدلة على ضرر في الدراسات الحيوانية.
• الفئة C: قد تُسبب خطرًا، لكن الفوائد قد تفوق المخاطر في بعض الحالات.
• الفئة D: هناك دليل على خطر، ولكن قد تُستخدم في حالات تهدد حياة الأم.
• الفئة X: تسبب تشوهات مؤكدة ويُمنع استخدامها نهائيًا خلال الحمل.

ما هي الأدوية التي تؤثر سلبًا على الجنين؟

فيما يلي قائمة بأدوية معروفة بأنها قد تُسبب مضاعفات خطيرة على الجنين:

1. أدوية تؤدي إلى تشوهات خلقية

• الأيزوتريتينوين (لعلاج حب الشباب): يسبب تشوهات شديدة في الجهاز العصبي والقلب.
• الثاليدومايد: يسبب تشوهات في الأطراف والعمود الفقري.
• أدوية الصرع مثل الفالبروات (Valproate): قد تؤدي إلى مشاكل في نمو الدماغ وتشوهات في العمود الفقري.

2. أدوية قد تُسبب إجهاض أو ولادة مبكرة

• أدوية مضادة للالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين (في الثلث الثالث).
• ميزوبروستول: يستخدم لتحفيز الإجهاض.

3. أدوية تؤثر على نمو الجنين

• مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors): تؤثر على نمو الكلى.
• بعض مضادات الاكتئاب: قد تؤدي إلى اضطرابات في النمو العصبي والسلوكي.

4. أدوية تؤثر على الدم أو الكبد أو المناعة

• الوارفارين (دواء مانع لتخثر الدم): قد يُسبب نزيفًا خطيرًا للجنين.
• الميثوتريكسات (لعلاج السرطان أو الصدفية): يُسبب تشوهات ويؤثر على نخاع العظم.

هل كل الأدوية خطيرة أثناء الحمل؟

بالطبع لا. هناك العديد من الأدوية التي تعتبر آمنة نسبيًا أثناء الحمل، وتُستخدم بشكل شائع لعلاج حالات مختلفة، منها:

• الباراسيتامول (Panadol): لتخفيف الألم والحمى.
• بعض مضادات الحموضة مثل "ريني" و"مالوكس".
• مضادات حيوية آمنة مثل البنسلين والأموكسيسيلين.
• أدوية الحديد والفوليك أسيد ومكملات الكالسيوم.

ومع ذلك، يجب دائمًا مراجعة الطبيب قبل تناول أي دواء، حتى لو كان يُباع بدون وصفة.

متى تكون الحاجة للدواء أكبر من الخطر؟

في بعض الحالات الطبية، يكون ترك الحالة دون علاج أكثر خطورة من استخدام دواء قد يكون له تأثير محتمل على الجنين. على سبيل المثال:

• ارتفاع ضغط الدم الحاد الذي قد يسبب تسمم الحمل.
• السكري غير المنضبط.
• الاكتئاب الشديد الذي قد يؤدي إلى الانتحار أو إيذاء النفس.

في مثل هذه الحالات، يوازن الطبيب بين الفائدة والمخاطر ويختار العلاج الأنسب.

ما هي الأدوية التي يجب تجنبها تمامًا أثناء الحمل؟

• أدوية حب الشباب القوية (مثل الرواكيوتان).
• أدوية الإجهاض (مثل الميزوبروستول).
• أدوية السرطان أو العلاج الكيميائي.
• أدوية هرمونية قد تؤثر على تكوين الأعضاء التناسلية.

حتى المكملات العشبية يجب استخدامها بحذر، لأن بعضها يحتوي على مواد قد تُسبب تقلصات أو تسمم للحمل.

نصائح مهمة للأمهات الحوامل بخصوص الأدوية

• لا تتناولي أي دواء دون استشارة الطبيب المختص.
• أخبري طبيبك إن كنتِ تتناولين أدوية مزمنة قبل الحمل.
• احتفظي بقائمة الأدوية التي تستخدمينها وقدميها للطبيب.
• احذري من الأدوية التي تُباع عبر الإنترنت أو من مصادر غير موثوقة.
• إذا تم وصف دواء غير مألوف، اسألي عن تأثيره على الجنين بوضوح.

البدائل الطبيعية للأدوية أثناء الحمل

في بعض الحالات البسيطة، يمكن استخدام بدائل طبيعية بعد استشارة الطبيب، مثل:

• الزنجبيل لتخفيف الغثيان.
• كمادات دافئة لتخفيف آلام الظهر.
• العسل والليمون لاحتقان الحلق.
• التمارين الخفيفة والتنفس العميق للتوتر والقلق.