هل الولادة في الشهر السابع خطيرة؟
الولادة الطبيعية تُفترض أن تحدث بين الأسبوع 37 و42 من الحمل، لكن أحيانًا تحدث الولادة قبل ذلك، وتُعرف حينها بالولادة المبكرة. من أبرز الأمثلة على ذلك، الولادة في الشهر السابع، أي بين الأسبوع 28 و32 من الحمل. هذه الولادة تثير العديد من التساؤلات، خاصة حول مدى خطورتها على صحة الأم والجنين، وما الإجراءات الطبية المتبعة في مثل هذه الحالات. في هذا المقال، سنسلّط الضوء على كل ما يتعلق بالولادة في الشهر السابع، من حيث الأسباب، المخاطر، طرق التعامل معها، والعناية بالمولود.
ما معنى الولادة في الشهر السابع؟
الولادة في الشهر السابع تعني أن الجنين وُلد قبل اكتمال نموه الكامل، وتحديدًا في مرحلة لا يزال فيها غير مكتمل بعض الأعضاء الحيوية مثل الرئتين والجهاز الهضمي. عادة ما يحتاج الطفل المولود في هذه الفترة إلى رعاية خاصة في وحدة الحضانة (NICU) حتى يتمكن من البقاء على قيد الحياة والنمو بشكل صحي.
أسباب الولادة في الشهر السابع
الولادة المبكرة لا تحدث بشكل عشوائي، بل غالبًا ما ترتبط بعدة أسباب، منها:
- الإصابة بالتهابات في الرحم أو عنق الرحم.
- ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل.
- الانفصال المبكر للمشيمة.
- وجود توائم (حمل متعدد).
- الإجهاد الجسدي الشديد أو الصدمات النفسية.
- وجود عيوب خلقية في الرحم.
- تاريخ سابق للولادة المبكرة.
- التدخين أو تعاطي الكحول أو المخدرات.
هل الولادة في الشهر السابع خطيرة؟
الإجابة تتوقف على عدة عوامل، منها وزن الجنين عند الولادة، ومدى اكتمال الأعضاء الحيوية، ومستوى الرعاية الصحية المتوفرة. الولادة في الشهر السابع تُعتبر أكثر خطورة من الولادة في الشهر الثامن أو التاسع، لكنها أقل خطورة من الولادة في الشهر السادس. وتكمن خطورتها في عدة نواحٍ:
- عدم اكتمال نمو الرئتين، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس.
- صعوبة في تنظيم درجة حرارة الجسم.
- ضعف المناعة وزيادة عرضة العدوى.
- مشاكل في التغذية بسبب ضعف قدرة المص على الرضاعة.
- احتمال الإصابة بالصفراء (اليرقان).
ماذا يحدث للطفل المولود في الشهر السابع؟
عادةً ما يُوضع الطفل المولود في الشهر السابع داخل الحضانة، حيث يتلقى عناية مركزة تشمل:
- أجهزة مساعدة على التنفس.
- تنظيم حرارة الجسم باستخدام حضانات حرارية.
- تغذية عبر الأنابيب إذا لم يكن قادراً على المص.
- مراقبة مستمرة لمعدل النبض، التنفس، والأكسجين.
وقد يبقى في الحضانة من أسابيع إلى عدة أشهر بحسب حالته.
احتمالات النجاة للطفل المولود في الشهر السابع
بفضل التقدم في الرعاية الطبية، أصبحت معدلات النجاة للمواليد في الشهر السابع مرتفعة، وتصل إلى أكثر من 90% في كثير من الحالات، خاصة إذا تم توفير الرعاية المركزة اللازمة فورًا بعد الولادة. لكن تبقى هناك بعض المخاطر المحتملة مثل:
- تأخر في النمو العقلي أو الحركي.
- مشاكل في النظر أو السمع.
- الحاجة لمتابعة طبية مستمرة في السنوات الأولى.
كيف يتم الوقاية من الولادة المبكرة؟
لا يمكن دائمًا منع الولادة المبكرة، لكن يمكن تقليل احتمال حدوثها باتباع التعليمات التالية:
- المتابعة الدورية مع طبيب النساء.
- تناول المكملات الغذائية الموصى بها مثل حمض الفوليك والحديد.
- تجنب التدخين والكحول.
- الحفاظ على وزن صحي أثناء الحمل.
- علاج أي التهابات أو أمراض مزمنة بشكل فوري.
الدعم النفسي للأم
تعاني الكثير من الأمهات من القلق والتوتر بعد الولادة المبكرة، خاصة عند رؤية أطفالهن في الحضانة موصلين بالأجهزة. لذلك من المهم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأم خلال هذه الفترة. التحدث مع طبيب الأطفال، وطلب المشورة النفسية إذا لزم الأمر، يمكن أن يساعد في تخفيف الضغط وتحسين الحالة العامة للأم.
العناية بالطفل بعد الخروج من الحضانة
بعد خروج الطفل من الحضانة، يجب متابعة حالته الصحية بشكل منتظم لدى طبيب الأطفال. من الأمور التي تحتاج لعناية خاصة:
- الرضاعة المنتظمة (الطبيعية أو الصناعية).
- مراقبة الوزن والنمو.
- الالتزام بجداول التطعيم.
- متابعة النمو العقلي والحركي بانتظام.
هل الطفل المولود في الشهر السابع سيكون طبيعيًا؟
العديد من الأطفال المولودين في الشهر السابع يعيشون حياة طبيعية تمامًا إذا تلقوا الرعاية اللازمة في الوقت المناسب. قد يحتاج البعض إلى دعم إضافي في البداية، لكن مع الوقت والمتابعة، يمكن أن ينمو الطفل ويتطور بشكل سليم. كما تُظهر الإحصائيات أن أغلب هؤلاء الأطفال يلتحقون بالمدارس ويؤدون بشكل طبيعي في مراحل التعليم المختلفة.
متى تكون الولادة المبكرة ضرورية؟
في بعض الحالات، يضطر الأطباء إلى اتخاذ قرار الولادة المبكرة حفاظًا على حياة الأم أو الجنين، مثل:
- تسمم الحمل الشديد.
- نقص الأكسجين أو الغذاء الواصل إلى الجنين.
- انفجار كيس الماء قبل الأوان.
- وجود نزيف حاد يهدد حياة الأم.
في هذه الحالات، يتم تجهيز فريق طبي متخصص للتعامل مع الحالة وتقديم الرعاية الفورية للطفل بعد الولادة.
الفرق بين الولادة في الشهر السابع والثامن
قد يعتقد البعض أن الولادة في الشهر السابع أقل خطرًا من الشهر الثامن، لكن الحقيقة الطبية هي العكس. كلما اقتربت الولادة من الشهر التاسع، كانت حالة الطفل أفضل. الطفل في الشهر الثامن يكون أكثر نضجًا من حيث الرئة، الدماغ، والمناعة، وبالتالي يكون أقل حاجة للرعاية المركزة مقارنة بمن وُلد في الشهر السابع.
الولادة في الشهر السابع ليست حكمًا بالخطر، لكنها تتطلب اهتمامًا ومتابعة دقيقة. الطب الحديث أصبح قادرًا على التعامل بكفاءة مع مثل هذه الحالات، بشرط وجود مستشفى مجهز وفريق طبي متمرس. الأهم هو الاكتشاف المبكر لأي مؤشرات للولادة المبكرة والمتابعة الدورية مع الطبيب. إذا تم تشخيص الحالة مبكرًا وتم توفير الرعاية، فإن فرص الطفل في الحياة الطبيعية تكون مرتفعة للغاية.