ما هي أسباب تأخر نمو الجنين؟
يُعتبر تأخر نمو الجنين داخل الرحم من الحالات الطبية التي تثير قلق الكثير من الأمهات والطواقم الطبية على حد سواء. فعندما لا ينمو الجنين بالشكل المتوقع حسب عمر الحمل، تبدأ الأسئلة حول الأسباب والمضاعفات والحلول الممكنة. في هذه المقالة المفصلة، نستعرض كل ما يتعلق بتأخر نمو الجنين، من أسبابه إلى طرق التشخيص والعلاج، مع نصائح للوقاية.
ما هو تأخر نمو الجنين (IUGR)؟
يُعرف تأخر نمو الجنين داخل الرحم (Intrauterine Growth Restriction – IUGR) بأنه الحالة التي يكون فيها وزن الجنين أقل من المتوقع مقارنةً بعمره الجنيني، وغالبًا ما يُعرّف طبيًا بأنه أقل من النسبة المئوية العاشرة بالنسبة لعمر الحمل.
أنواع تأخر النمو داخل الرحم
- تأخر نمو متماثل (Symmetrical IUGR): يحدث مبكرًا في الحمل، ويتأثر فيه كل من الرأس والجسم بنفس النسبة.
- تأخر نمو غير متماثل (Asymmetrical IUGR): يحدث غالبًا في الثلث الثالث، حيث يكون الرأس طبيعي الحجم بينما باقي الجسم أصغر.
ما هي أسباب تأخر نمو الجنين؟
تتعدد أسباب تأخر نمو الجنين، وتنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية:
1. أسباب تتعلق بالأم
- ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل.
- أمراض القلب أو الكلى.
- سوء التغذية أو فقر الدم الشديد.
- التدخين أو شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
- السكري غير المتحكم فيه.
- العدوى مثل التوكسوبلازما، الزهري، أو الحصبة الألمانية.
2. أسباب تتعلق بالمشيمة
- خلل في وظيفة المشيمة أو قصور في تروية الدم.
- انفصال المشيمة المبكر.
- وضعية غير طبيعية للمشيمة مثل المشيمة المنزاحة.
3. أسباب تتعلق بالجنين
- عيوب خلقية أو تشوهات جينية.
- عدوى داخل الرحم.
- الحمل بتوأم أو أكثر (يزيد من احتمالية IUGR).
عوامل الخطر لتأخر نمو الجنين
- الحمل الأول أو الحمل بعد سن 35.
- تاريخ سابق لحالات IUGR.
- العيش في أماكن مرتفعة حيث يقل الأكسجين.
- الحمل بأطفال أنابيب أو الحقن المجهري.
كيف يُشخّص تأخر نمو الجنين؟
عادة ما يتم الكشف عن تأخر النمو خلال المتابعة الروتينية للحمل. ويشمل التشخيص:
- قياس ارتفاع الرحم: مقارنة بين ارتفاع الرحم وعمر الحمل.
- السونار: قياس وزن الجنين، محيط الرأس والبطن، وتدفق الدم عبر الحبل السري.
- فحوصات دوبلر: لقياس تدفق الدم بين الأم والجنين والمشيمة.
- اختبارات الدم: للكشف عن العدوى أو فقر الدم.
ما أعراض تأخر نمو الجنين التي قد تشعر بها الحامل؟
في الغالب لا تشعر الحامل بأعراض واضحة، ولكن هناك بعض الإشارات التحذيرية:
- صغر حجم البطن مقارنة بعمر الحمل.
- قلة حركة الجنين عن المعدل الطبيعي.
- نقص وزن الأم أو توقفه عن الزيادة.
مضاعفات تأخر نمو الجنين
- ولادة طفل منخفض الوزن (أقل من 2.5 كجم).
- نقص الأكسجين أثناء الولادة.
- مشاكل في التنفس والهضم بعد الولادة.
- زيادة خطر الموت داخل الرحم أو بعد الولادة.
- مشاكل في التطور العقلي أو الحركي مستقبلاً.
كيف يمكن علاج تأخر نمو الجنين؟
يعتمد العلاج على سبب الحالة وعمر الحمل، وقد يشمل:
- الراحة التامة في الفراش في بعض الحالات.
- علاج أي مشاكل صحية لدى الأم (مثل ضغط الدم أو السكري).
- تحسين تغذية الحامل وإعطاء مكملات غذائية.
- متابعة دقيقة بالسونار والدوبلر.
- التحفيز على الولادة إذا كان الجنين معرضًا للخطر (غالبًا بعد الأسبوع 37).
الوقاية من تأخر نمو الجنين
- الحفاظ على نظام غذائي متوازن وغني بالبروتين والحديد.
- الابتعاد عن التدخين والكحول وكل ما يضر الجنين.
- المتابعة الدورية مع الطبيب منذ بداية الحمل.
- التحكم في الأمراض المزمنة قبل وأثناء الحمل.
- أخذ الفيتامينات والمكملات التي يوصي بها الطبيب.
هل يمكن الولادة الطبيعية في حال تأخر النمو؟
نعم، يمكن لبعض الأمهات الولادة الطبيعية إذا كانت حالة الجنين مستقرة، ويُتابع النمو بالحد الأدنى المقبول. ولكن في الحالات التي يكون فيها الجنين في خطر، قد يُفضل الطبيب اللجوء إلى الولادة القيصرية لضمان سلامته.
الدعم النفسي للأم
تأخر نمو الجنين يضع ضغطًا نفسيًا كبيرًا على الحامل. لذلك من الضروري:
- دعم الأسرة والأب في هذه المرحلة الحساسة.
- الاستعانة بطبيب تثق به الحامل وتفهمه لحالتها النفسية.
- الابتعاد عن القلق والتوتر قدر الإمكان، لأنهما يؤثران على صحة الجنين.