متى تبدأ الحامل بالشعور بحركة الجنين؟ وماذا تعني؟
حركة الجنين من أكثر اللحظات التي تنتظرها الأم بفارغ الصبر خلال فترة الحمل. فهي لا تعكس فقط وجود حياة داخل الرحم، بل تمثل أيضًا تواصلًا أوليًا بين الأم وجنينها. ولكن متى تبدأ الحامل بالشعور بحركة الجنين؟ وهل تختلف من حمل لآخر؟ ومتى تدعو للقلق؟ في هذا المقال نُجيب عن كل هذه الأسئلة بتفصيل دقيق.
ما هي حركة الجنين؟
حركة الجنين هي تلك الركلات أو الدورانات أو الحركات الخفيفة التي تشعر بها الأم داخل الرحم. تبدأ هذه الحركات مبكرًا جدًا في حياة الجنين، لكن الأم لا تشعر بها إلا في وقت لاحق من الحمل عندما يصبح الجنين أكبر وتكون عضلاته أقوى.
متى تبدأ الحامل بالشعور بحركة الجنين؟
في معظم الحالات، تبدأ الحامل بالشعور بحركة الجنين بين الأسبوعين 18 و25 من الحمل، أي في منتصف الثلث الثاني.
- الحمل الأول: عادة ما تشعر الأم بالحركة لأول مرة بين الأسبوعين 20 و22.
- الحمل الثاني أو أكثر: قد تبدأ الحامل بالشعور بالحركة في وقت أبكر، أي من الأسبوع 16 أو 18، لأن لديها خبرة سابقة وتكون أكثر وعيًا بالتغيرات في جسمها.
ما طبيعة حركة الجنين في البداية؟
في البداية، قد تبدو حركة الجنين خفيفة جدًا، وكأنها:
- فقاعات غازية.
- رفرفة فراشات.
- نبضات خفيفة أو ارتعاش بسيط.
ومع تطور الحمل وزيادة حجم الجنين، تصبح الحركات أوضح وأقوى، وقد تشعر بها الأم على شكل ركلات أو تموّجات في البطن.
أهمية مراقبة حركة الجنين
رغم أن كل جنين له نمط مختلف في الحركة، إلا أن مراقبة الحركات يوميًا تعتبر مؤشرًا هامًا لصحة الجنين. في الشهور الأخيرة من الحمل، يُطلب من الحامل الانتباه لعدد الركلات، خاصة بعد الأسبوع 28.
النصيحة الشائعة: يجب الشعور بـ 10 حركات على الأقل خلال ساعتين بعد تناول وجبة أو في وقت نشاط الجنين.
العوامل التي تؤثر على وقت الشعور بحركة الجنين
- موقع المشيمة: المشيمة الأمامية قد تعيق شعور الأم المبكر بالحركة لأنها تمتص بعض الضربات.
- وزن الحامل: الوزن الزائد حول منطقة البطن قد يقلل من وضوح الإحساس بالحركة.
- مستوى النشاط اليومي: النساء النشيطات قد لا يلاحظن الحركات الخفيفة أثناء الانشغال.
- وضعية الجسم: عند الاستلقاء على الجانب الأيسر، تكون الحركات أوضح.
هل تختلف حركة الجنين من يوم لآخر؟
نعم، يمكن أن تختلف حركة الجنين يوميًا. فقد يكون أكثر نشاطًا في بعض الأوقات مثل المساء أو بعد تناول الطعام، وقد تقل حركته عندما يكون نائمًا. لكن بعد الأسبوع 28، من الأفضل مراقبة النمط العام لحركته، واللجوء للطبيب إذا لوحظ أي انخفاض مفاجئ أو توقف كامل في الحركة.
متى تقلق الحامل بشأن حركة الجنين؟
- إذا لم تشعري بأي حركة بعد الأسبوع 25.
- إذا قلت الحركة بشكل ملحوظ عن المعتاد.
- إذا لم يتحرك الجنين خلال ساعتين من وقت نشاطه المعتاد.
- إذا شعرت بألم حاد مفاجئ أو نزيف مهبلي.
في هذه الحالات، يُنصح بالتوجه إلى الطبيب فورًا أو إجراء فحص موجات فوق صوتية (سونار) للاطمئنان على الجنين.
هل تختلف حركة الجنين حسب جنسه؟
لا توجد أدلة علمية قاطعة تشير إلى أن حركة الجنين تختلف حسب الجنس. لكن هناك معتقدات شائعة تقول إن:
- الجنين الذكر يتحرك بقوة أكثر.
- الجنين الأنثى يتحرك بخفة أو لفترات أطول.
ومع ذلك، تبقى هذه الملاحظات غير مؤكدة طبيًا، وتختلف من حمل لآخر حسب طبيعة الجنين.
أنواع الحركات التي قد تشعر بها الحامل
مع تقدم الحمل، تتنوع الحركات التي يمكن أن تشعر بها الأم وتشمل:
- الركلات: عندما يركل الجنين بجدار الرحم.
- التقلبات: تغييرات في وضعية الجنين.
- الفواق (الزغطة): حركة متكررة منتظمة ناتجة عن تقلص الحجاب الحاجز.
- التمدد: تمديد الذراعين أو الساقين داخل الرحم.
كيف تساعد الحامل على تحفيز حركة الجنين؟
- شرب كوب من العصير أو تناول شيء حلو.
- الاستلقاء على الجانب الأيسر.
- الاسترخاء في غرفة هادئة والانتباه للحركة.
- تحفيز البطن بلطف بالكف أو التحدث مع الجنين.
متى تزداد حركة الجنين؟
تزداد حركة الجنين في بعض الأوقات خلال اليوم، خاصةً:
- بعد تناول الطعام أو المشروبات السكرية.
- عند استلقاء الأم للراحة.
- عند الاستماع للموسيقى أو الأصوات العالية.
- في المساء أو قبل النوم.
هل تقل حركة الجنين في الشهور الأخيرة؟
قد يبدو أن حركة الجنين تقل بعد الأسبوع 36، ولكن السبب هو ضيق المساحة داخل الرحم، وليس بالضرورة أن يكون هذا علامة على وجود مشكلة. المهم هو استمرار الإحساس بالحركة بشكل يومي، وإن كان بطريقة مختلفة.
متى تكون الحركة زائدة عن الحد؟
أحيانًا تشعر الأم بأن حركة الجنين زائدة ومفرطة، مما يسبب لها القلق. في الغالب، لا تمثل الحركة الزائدة أي خطر، بل قد تكون مؤشرًا على صحة جيدة للجنين. ولكن إن رافقتها أعراض أخرى مثل الألم أو النزيف، يُفضل استشارة الطبيب.