ما هي العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا؟
يُعد سرطان البروستاتا واحدًا من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الرجال حول العالم. ورغم أنه غالبًا ما ينمو ببطء ولا يسبب أعراضًا في مراحله المبكرة، فإن معرفة العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة به أمر بالغ الأهمية لأي رجل، خاصة مع التقدم في العمر.
في هذه المقالة، نستعرض العوامل المؤثرة على احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا، وكيفية إدارتها أو التخفيف من تأثيرها، مع التركيز على الوقاية والتشخيص المبكر.
ما هو سرطان البروستاتا؟
سرطان البروستاتا هو نمو غير طبيعي للخلايا في غدة البروستاتا، وهي غدة صغيرة بحجم حبة الجوز تقع تحت المثانة وتحيط بالإحليل. تلعب البروستاتا دورًا رئيسيًا في إنتاج السائل المنوي الذي يغذي ويحمي الحيوانات المنوية.
هل هو شائع؟
نعم. وفقًا للإحصاءات العالمية، يُعد سرطان البروستاتا ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال بعد سرطان الجلد. وتزداد فرص الإصابة به مع التقدم في العمر، وهو أكثر شيوعًا لدى الرجال بعد سن الخمسين.
العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا
1. التقدم في العمر
يُعد العمر من أقوى عوامل الخطر. يندر تشخيص سرطان البروستاتا بين الرجال تحت سن 40 عامًا، لكنه يصبح أكثر شيوعًا بعد سن 50. تُشير الدراسات إلى أن نحو 60% من الحالات تُشخّص لدى رجال فوق سن 65.
2. العوامل الوراثية والتاريخ العائلي
إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى (مثل الأب أو الأخ) قد أُصيب بسرطان البروستاتا، فإن خطر الإصابة يرتفع إلى الضعف تقريبًا. وتزداد الخطورة أكثر إذا كان أكثر من فرد من العائلة قد أُصيب أو إذا تم التشخيص في سن مبكرة.
بعض الطفرات الجينية مثل BRCA1 وBRCA2، المعروفة أيضًا بارتباطها بسرطان الثدي، قد تلعب دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال.
3. العِرق أو الأصل الإثني
الرجال من أصول أفريقية أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا من غيرهم، وهم أكثر عرضة للإصابة بأشكال عدوانية منه أيضًا. في المقابل، الرجال من أصول آسيوية أو عربية يكون لديهم معدلات إصابة أقل.
4. النظام الغذائي
أظهرت الدراسات أن النظام الغذائي له تأثير مباشر على صحة البروستاتا. وتشمل العادات الغذائية المرتبطة بزيادة خطر الإصابة:
- تناول كميات كبيرة من الدهون الحيوانية، خاصة من اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم.
- نقص استهلاك الخضراوات والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة.
- الإفراط في تناول المكملات الغذائية، خاصة الزنك أو الفيتامينات دون استشارة طبية.
5. السمنة وزيادة الوزن
تشير بعض الأبحاث إلى أن السمنة قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأشكال أكثر عدوانية من سرطان البروستاتا، كما أن السمنة تؤثر على فرص العلاج ونتائجه.
6. قلة النشاط البدني
النشاط البدني المنتظم يساعد في تقليل الالتهابات، وتنظيم الهرمونات، ودعم الجهاز المناعي. الرجال الذين لا يمارسون الرياضة معرضون أكثر لخطر الإصابة بأمراض البروستاتا، بما في ذلك السرطان.
7. مستوى هرمون التستوستيرون
التستوستيرون هو الهرمون الذكري الرئيسي، وهو يلعب دورًا في تطور خلايا البروستاتا. مستويات التستوستيرون المرتفعة بشكل غير طبيعي قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة، خاصة في بعض الدراسات التي أشارت إلى دور الهرمونات في تحفيز نمو السرطان.
8. العدوى أو الالتهابات المزمنة
بعض الأبحاث تربط بين التهابات البروستاتا المزمنة وبين تطور السرطان. ورغم أن العلاقة ليست مؤكدة بعد، إلا أن الالتهاب قد يؤدي إلى تلف الأنسجة وتعزيز نمو الخلايا غير الطبيعية.
9. التعرض للمواد الكيميائية والبيئة
بعض الرجال الذين يتعرضون لمواد كيميائية معينة مثل العاملين في الصناعات الكيماوية أو الزراعة قد يكونون أكثر عرضة للخطر، خصوصًا من يتعرضون لمبيدات حشرية أو معادن ثقيلة.
10. التدخين وتعاطي الكحول
رغم أن العلاقة بين التدخين وسرطان البروستاتا ليست بنفس قوة سرطانات أخرى، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى أن المدخنين أكثر عرضة لتطور شكل عدواني من المرض. كما أن شرب الكحول بكميات كبيرة قد يؤثر سلبًا على صحة البروستاتا.
هل يمكن الوقاية من سرطان البروستاتا؟
لا توجد طريقة مضمونة للوقاية، لكن يمكن تقليل احتمالية الإصابة من خلال الخطوات التالية:
- تناول نظام غذائي صحي غني بالخضراوات والفواكه والألياف.
- ممارسة الرياضة بانتظام (30 دقيقة يوميًا على الأقل).
- الحفاظ على وزن صحي.
- تجنب التدخين والمشروبات الكحولية.
- الفحص الدوري بعد سن الـ 50 أو قبل ذلك إذا وُجد تاريخ عائلي.
ما هي أعراض سرطان البروستاتا؟
غالبًا لا تظهر أعراض واضحة في المراحل المبكرة، لكن مع تطور المرض قد تظهر علامات مثل:
- صعوبة أو تأخير في التبول.
- ضعف تدفق البول أو انقطاعه.
- شعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل.
- دم في البول أو السائل المنوي.
- ألم في الحوض أو الظهر أو العظام في المراحل المتقدمة.
طرق التشخيص
التشخيص المبكر يلعب دورًا محوريًا في تحسين فرص العلاج، ومن أبرز وسائل الكشف:
- اختبار الدم لقياس مستوى مستضد البروستاتا النوعي (PSA).
- الفحص الإصبعي للمستقيم (DRE).
- أشعة رنين مغناطيسي (MRI) في حال الاشتباه.
- خزعة البروستاتا لتأكيد وجود الخلايا السرطانية.
العلاج
يُحدد علاج سرطان البروستاتا بناءً على مرحلة المرض، الصحة العامة للمريض، وعوامل أخرى. الخيارات تشمل:
- المراقبة النشطة (في حالات الورم البطيء).
- الجراحة لاستئصال البروستاتا.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاج الهرموني لتقليل مستوى التستوستيرون.
- العلاج الكيميائي في المراحل المتقدمة.
سرطان البروستاتا مرض يمكن السيطرة عليه إذا تم اكتشافه مبكرًا. ورغم وجود عوامل لا يمكن تغييرها مثل العمر والوراثة، إلا أن العديد من عوامل الخطر الأخرى قابلة للتعديل من خلال اتباع أسلوب حياة صحي. التوعية، التغذية الجيدة، والنشاط البدني، بالإضافة إلى الفحوصات الدورية، يمكن أن تُحدث فرقًا حاسمًا في صحة الرجال.
لذا ننصحك، سواء كنت في سن الشباب أو تجاوزت الخمسين، بأن تضع صحة البروستاتا ضمن أولوياتك، ولا تتردد في استشارة الطبيب عند ملاحظة أي أعراض غير معتادة.